الجمعة، 26 سبتمبر 2014

Raïss Lhaj Belaïd

الحاج بلعيد

ولدالحاج بلعيد في منطقة سوس بالمملكة المغربية، لم تعرف سنة ميلاده بالضبط، حيث لم يستطع كل الذين كتبوا عنه تحديد السنة إلا على وجه التقدير والاحتمال، والمعطيات المتوفرة حتى الآن إذا سلمنا بأن عمره كان يبلغ الستين عاما سنة 1933 حسب ما تناقله بعض الباحثين الفرنسيين، فإن ولادته بالتحديد ما بين 1870 و1875.

ويعتبر الرايس الحاج بلعيد من شعراء ورواد الأغنية الأمازيغية، وينسب إليه تأسيس الأغنية الأمازيغية.

نشأته

وينحدر الرايس الحاج بلعيد من أسرة فقيرة، استقرت منذ تاريخ غير معروف في مدشر "ءانو ن عدو" بجماعة "ويجان" الواقعة شرقي إقليم " تزنيت" بمنطقة سوس.
وقد نشأ الشاعر الرايس نشأة اليتم والعوز، إذ توفي والده قبل أن يبلغ سن التمييز، وأدخلته أمه إلى كتاب مسجد القرية لعله ينال نصيبا من التعليم، لكن الظروف العائلية القاسية حالت دون ذلك بسبب حاجة الأم إلى عونه في إعالة إخوته الصغار، فاشتغل أجيرا في رعي الغنم في "ءيدا أو باعقيل" مقابل أجر زهيد.
قضى الشاعر الرايس معظم طفولته راعيا أجيرا،في غابات أركان في مجالات "ءيدا أو باعقيل" و"ءانزي". يناجي مزماره وينادي أقداره في أحضان طبيعة صامتة، وهنا يمكن أن نقول أنها البداية لموهبته الفنية والشعرية

وفاته

توفي في سنة 1945.

                            

الخميس، 25 سبتمبر 2014

زرابي تازناخت

زرابي تازناخت .. لوحة تشكيلية أصيلة تبدعها القرويات بالصوف

زرابي تازناخت .. لوحة تشكيلية أصيلة تبدعها القرويات بالصوف

تتحرك أناملها بخفة بين خيوط الصوف الملونة، تردد بلحن هامس أغنية أمازيغية قديمة، برودة الطقس ونسمات البرد التي تلفح يديها لا تحد من حماسها وهي ترسم بأناة "إكلان" قبيلتها (رموز القبيلة بالأمازيغية) بخيوط الصوف الرفيعة، التي قضت في صباغتها أياما وفي نسجها ساعات متواصلة، تبدأ مع تباشير الصباح ولا تنتهي إلا وقد غرقت قريتها " تازناخت" الواقعة على تخوم الصحراء في الظلام الدامس.

فبعد عودتهن من يوم عمل طويل في الحقول، لا تستكين النسوة في قرية تازناخت (90 كلم غرب مدينة ورزازات، جنوب المغرب) للراحة، فما إن يفرغن من أشغال البيت حتى يهجعن إلى غرفهن، يغزلن الصوف، وينسج الزرابي، ويقضين في ذلك ساعات لا تنتهي في جو تتعالى فيه الأهازيج و فحاجة المرأة في تازناخت لصناعة الزرابي التقليدية المستوحاة من الثرات الأمازيغي، ليست الحاجة إلى قوت اليوم، أو السعي لجني المال، بل هي موروث قديم توارثته بنات القبيلة عن أسلافهن، شكل في مخيالهن الجمعي جزءا من الوعي بانتمائهن المناطقي وتعريفا لأنفسهن كأمازيغيات.
فحين تجلس المرأة في تازناخت أمام منسجها تسر له بكل ما يعتمل في صدرها، راسمة أحلامها ومعبرة بكل حرية عن ذائقتها الفنية الخاصة، دون أن تتقيد بزخرفة محددة تزين بها الزربية التي تقضي في نسجها شهورا طوالا، فالمنسج يستحيل بالنسبة إليها إلى ورقة رسم بيضاء مشرعة أمامها لكل أشكال الإبداع العصامي، فكما أن الرواية التاريخية تقول أن لكل قبيلة في منطقة تازناخت وجوارها زربية خاصة بها تميزها عن غيرها من القبائل، تحدثنا النسوة في تازناخات أن لكل امرأة في هذه القربة لمستها الخاصة التي تجعل من الزربية لوحتها التشكيلية التي ترسمها بـ"الصوف" وتلونها بالحناء والزعفران وماء الورد.

وقبل أن تنصرف القروية إلى عملية غزل الصوف ونسجه، تعمد إلى جمع الكميات التي تتوفر منه لدى قطيع ماشيتها، وغسله وتركه يجفف تحت أشعة الشمس التي تستعر في الصيف وتغادر سماء القربة شتاءا بسبب المناخ الجاف للمنطقة، وتفضل النساء أن يخللن الصوف بمادة محلية تدعى "الشبة" حتى يتشرب أثناء صباغته المواد الملونة العشبية التي ستضاف إليه، فمادم معيار جمال الزربية وحسنها يرتبط بالتلاوين المختلفة التي تصطبغ بها، وتبرع الصانعة في مزجها طبقا لإحساسها بانسجام الرموز والألوان ودلالاتها في موروث القبيلة والمنطقة، فإن عملية تلوين الصوف تعد أحد أهم مراحل التحضير لصناعة الزرابي، فتستعمل الحناء والزعفران وأوارق شجرة الكاليبتوس وأعشاب برية وطبيعية أخرى لتلوين الصوف، الذي يعود لجفف بعد صباغته، ويغزل بعناية وتبرم خيوطه، قبل أن توضع على المنسج إيذانا بانطلاق عملية صناعة الزربية التي تحتاج لأسابيع من العمل الدؤوب حتى تكتمل زينتها.
وتتحلق النسوة في جماعات حول المنسج، تتبادل أطراف الحديث، وتروي الأكثر خبرة بينهن وقائع وحوادث حصلت في القرية، وتبوح التي زحفت بها سنوات العمر إلى أعتاب الشيوخة بأحاجي الماضي وتسرد روايات متخيلة قديمة، فيصير غزل الصوف ونسجه، حياكة الزرابي وصناعة، حلقة تستفيد منها صغيرات السن ويتعلمن، وترفه عبرها عجائز القبيلة عن أنفسهن بعد يوم كد طويل.

ويرتبط نسج الزربية لدى المرأة في تازناخت بمواعيد خاصة، يحرصن خلالها على أن لا يتكاسلن في إتمام لوحتهن الصوفية برموزها الأمازيغية القديمة، وفي مواقيت أخرى ينكسن مناسجهن ويتوقفن عن عزل الصوف أو صباغته مخافة أن يطالهن شر أو جائحة، فنسوة بعض القبائل ينفرن من النسيج أيام الإثنين والخميس، وهو ما يعيده البعض للخصوصية الدينية لهذين اليومين، فيما تقول روايات أخرى أن هناك بعض التواريخ التي ارتبطت لدى قبائل أخرى بأيام حروب ومجاعات ومآسي تركت في ذاكرتها الجماعية ندوبا وجروحا عميقة تدفع الأهالي للتطير من إعلان فرحهم والتعبير عن نشاطهم خلالها، كما تعتزل النسوة بشكل عام في قرية تازناخت نسج الزرابي في الأيام العشر الأولى من شهر محرم ويبتعدن عن كل واحدة تجرأت واقتربت من المنسج خلال هذه الأيام باعتبارها نذير شؤم.

وفي حديث للأناضول يقول "احميد الأجراوي"صاحب أحد المحلات التجارية لبيع الزرابي في قرية تزناخت "أن بعد إنهاء النسوة نسج الزرابي، يتكلف الرجال بتسويق منتجاتهن وبيعها في الأسواق، حيث يقام بالقرية أسبوعيا سوق خاص بالزربية تتقاطر عليها منتوجات مختلف القبائل المجاورة، ويتوافد إليه الباعة والمهتمون بهذا التراث المحلي من مختلف المدن القريبة".
ويضيف "حميد" أن أجود أنواع الزرابي هي الزربية الواوزيكيتية نسبة إلى منطقة جغرافية تضم عدد من القبائل في الجنوب المغرب تمتد من "منطقة زكيت" إلى "منطقة تلوات"، كما تعد نساء "جبل سروة" إحدى أحدق صانعات الزرابي، ذات الجودة العالية، كما هو حال الزرابي القادمة من قبيلة "إيناكن" الأمازيغية ومناطق أخرى.

ورغم الطابع التاريخي الذي يطغى على صناعة الزرابي في قربة تازناخت الأمازيغية التي تمثل جزء من هوية قبائل المنطقة ونشاط ساكنها، إلا أن هذه الصناعة قديمة الجذور مالبثت أن جددت نفسها وسارعت لمواكبة التغيرات المتلاحقة الطارئة على القروى والأرياف الأمازيغية خلال السنوات القليلة الماضية، لتفك عنها عزلة عاشتها لمئات السنين ومكنتها من الانفتاح على عوالم جديدة، وسمحت للنسوة أن يبدعن زرابي تتجاوز زينتها تكرار رموز القبيلة وماضيها القديم، بل إن تحولات الحداثة الزاحفة على هذه المناطق، تسللت إلى خلوة المرأة "صانعة الزربية" وأضحت توحي لها بأنماط جديدة لصناعة زربية تازناخت دون أن تفرط في أصالتها.

قرى مدينة تارودانت


شهدت منطقة تارودانت على امتداد محافظاتها العديد من الحوادث التي ترافقت مع هطول الأمطار منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الثلاثاء ،
 ففي القرى القريب جداً من السلسة الجبلية أسفرت صاعقة رعدية عن وفاة شخصين أثناء تواجدهما على الطريق الرئيسي، وتم انتشالهما من قبل أفراد الوقاية المدنية وقد تسبب الأمطار الغيرة التي لم تشهدها المدين مثد سنوات عن عزل القرى المجاورة، فضلا عن إلحاق أضرار بالمنازل والأراضي الفلاحية وأتلفت أجهزتها وتسببت كذلك في ضرب المحطة الكهربائية التي تزود المدينة والقرى المجاورة.                                                              
وقد إفادة  السلطات المحلية للمدينة ، أن هذه العواصف الرعدية ، التي سجلت ابتداء من الساعة الخامسة بعد زوال اليوم، تسبب في مصرع شخصين، الأول بدوار (ارنكان) بجماعة إيمولاس قيادة تملوكت، بعدما جرفته مياه الفيضانات، والثاني بدوار (انومس) بجماعة اميلمايس (قيادة اركانة) إثر سقوط حائط بسبب الأمطار القوية والرياح.                                                                  
وكانت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة والعواصف أدت  إلى عزل 17 دوارا بجماعة (ايمولاس)، وانهيار ثلاث منشآت مائية شبه مغمورة بالجماعة نفسها، وعزل ستة دواوير بمنطقة تكركوت بجماعة اميلمايس، بالإضافة إلى انهيار جزئي لمنزلين ترابيين بدوار تيزرت، ومنشأة مائية شبه مغمورة بالجماعة ذاتها.                                                                                                          
وأشار إلى أن العواصف أدت أيضا إلى انقطاع التيار الكهربائي بجماعات أهل تفنوت وتوبقال (قيادة أوزيوة)، وآيت عبدالله، وتابيا ، وسيدي مزال، وتوفلعزت، وتومللين، التابعة لقيادة (آيت عبدالله)، فضلا عن انقطاع جزئي للتيار الكهربائي على عدد من دواوير جماعة (ايمولاس). وتابع المصدر ذاته، أنه تم إصلاح الأعطاب التي لحقت بالتيار الكهربائي بهذه الجماعات، إثر تدخل المصالح المعنية.

تاريخ مدينة تارودانت


ارودانت :هي من أعرق المدن المغربية بمنطقة سوس، تنتمي لإقليم تارودانت وتؤوي 69.489 نسمة (إحصاء 2004). أسستها الأميرة الأمازيغية تارودانت في القرن الثالث قبل الميلاد[محل شك]، وبذلك يرجع تاريخها إلى العهود القديمة (الفترة الفينيقية) حيث اشتهرت مركز حضر وتجارة. ستكتسي تارودانت أهمية بالغة خلال الفترتين المرابطية والموحدية، حيث اعتمدت قاعدة عسكرية لمراقبة منطقة سوس وضمان استقرار الطرق التجارية الصحراوية
شير بعض المصادر ومن ضمنها المرحوم المختار السوسي إلى أن تارودانت أسست على يد الرومان. لكن الثابت تاريخيا أن الاحتلال الروماني لم يتخط قط جبال الأطلس الكبير وأن وجوده بسهل سوس لم يكن عسكريا أو سياسيا منظما بقدر ما كان وجودا تجاريا محضا، خاصة تجارة زيت الزيتون. كما أن هندسة الفن المعماري الروماني المعروفة بأشكالها الخاصة قد لا توجد إطلاقا بهده المنطقة.
وما يمكن الركون إليه هو أن تارودانت أنشئت من طرف سكان المنطقة القدامى من قبائل هشتوكة و جزولة المحيطة بها في سهل سوس، و المتفرعة عن التكتل المصمودي الكبير، حيث اتخذوا منها مركزا للتجارة وقاعدة للحكم. وقد أكد هدا الرأي عدة مؤرخين كأبي القاسم الزياني في الترجمانة الكبرى، وأن هدا التأسيس كان قبل دخول الإسلام بقرون بل حتى قبل الاحتلال الروماني للمغرب أما عن مدلول اسم تارودانت فثمة افتراضات متعددة احتفظت بها الرواية الشفوية عبر العصور، وتبنى على


 تعليلات مختلفة. لكنها تبقى مجرد رموز غامضة تحتاج إلى بدل جهود علمية لشرحها.
إن الافتراض الأول يرد الكلمة إلى أصل بربري بمعنى الكدية وذلك لمجاورتها لكدية سيدي بورجا. أما الافتراض الثاني فيجعل الكلمة مشتقة من”  إدرارن ” جمع درن للأطلس الكبير لوجودها بين أحضان هذه الجبال. وهناك افتراض آخر يقول بأن التسمية آتية من كلمة “تاروادانت ” أي الندبة على الأبناء الضائعين حسبما تحكيه الرواية .
 وقد تداول المؤرخون والأدباء في آثارهم رواية مشهورة وهي أن العرب الفاتحين لسوس عربوا كلمة تارودانت إلى رودانة وشبهوها بالشام على عاداتهم في مناطق أخرى من المغرب، نظرا لما بين طبيعة المنطقتين من تشابه و تقارب. و قالوا عنها رودانة بنت الشام.
 ومجمل القول أن أهمية تارودانت تكمن في موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومعطياتها الطبيعية والإنسانية التي خولت لها مهمة الربط بين المغرب وافريقيا منذ الحقب التاريخية المتعاقبة وخلال عصور ما بعد الإسلام، نظرا لوجودها في منطقة فلاحية أساسية وفي طريق قوافل تجارة الذهب الإفريقي وصلة وصل حضارية عريقة في شمال افريقيا. غير أننا لا نكاد نعثر على معالم تلك الفترة نظرا لما أصاب تاريخها من اندثار و ضياع.
أما بعد الإسلام، فلم تكد طلائع الفتح الإسلامي تصل إلى الجنوب حتى تعززت مكانة تارودانت، وبدأت  تسترجع دورها الفكري والحضاري. فانطلقت منها مواكب الدعوة الإسلامية والثقافة العربية نحو مجاهل إفريقيا. وخلال تلك الفترة لم تكن تارودانت بمعزل عن التطورات السياسية والصراعات المذهبية التي شهدها المغرب آنذاك إلى أن جاءت دولة الأدارسة، فانضوت تحت لواءها كقاعدة تابعة لمركز أغمات حسب تنظيماتهم الإدارية، وكان ذلك سنة 197 هجرية.
وحينما أنشأ عبد الله بن إدريس مدينة تامدولت قرب “أقا” سنة 213 هجرية، اكتسبت تارودانت نفسا جديدا حيث اشتهرت بتجارة المواد النحاسية و الفضية بالإضافة إلى المواد الفلاحية، وأصبحت تتوسط الطريق التجارية الكبرى الذاهبة من تامدولت الى نفيس قبل أن تؤسس مراكش بحوالي قرن و نصف . وبعد ضعف الدولة الإدريسية كثرت الصراعات المذهبية حول المدينة إلى أن احتلها المرابطون سنة 448 هجرية تحت قيادة عبد الله بن ياسين الجزولي. وقد جعل المرابطون من تارودانت قاعدة عسكرية متقدمة توجه منها الحملات المنظمة ضد قبائل الأطلس الكبير التي وقفت حاجزا دون تقدمهم داخل المغرب. وقد عين يوسف بن تاشفين ابنه “تميم” خليفة له بتارودانت.
ولما ظهرت حركة الموحدين شرق المدينة ضاعف المرابطون اهتمامهم بها حيث حصنوها بسور قوي و أقاموا حولها عدة منشآت دفاعية منيعة على يد قائدهم العسكري المهندس الأندلسي “عمر الفلاكي” الذي بنى الحصون و أقام الخنادق المائية للحيلولة دون تسرب الموحدين إليها. و ظلت بيد المرابطين إلى أن فتحها عبد المومن بن علي سنة  539 هجرية.
وفي عهد الموحدين، لم يطرأ أي جديد في حياة تارودانت السياسية والفلاحية والإدارية باستثناء الحياة الاجتماعية التي عرفت بعض التطورات بدخول العناصر الزنجية والأندلسية والتركية التي تفاعلت مع السكان الأصليين تفاعلا ترك بصماته الواضحة على الحياة العامة للمدينة.
وفي أواخر عهد الموحدين، اعتصم بها “علي بن يدر الزكندري” متمردا على الحكومة المركزية الموحدية بمراكش مستعينا في دلك بعرب بني معقل والهلاليين، فهمت تارودانت وخرجت تحصيناتها، وعاشت فترة من الاضطرابات والحملات العشوائية.
وحين بايع شيوخ قبائل سوس الأمير السعدي أبا عبد الله القائم بأمر الله بقرية”تدسي” القريبة من تارودانت، دخلت هذه المدينة تحت طاعته وساهمت بحظ وافر في تمويل المجاهدين بالسلاح والغداء ومدتهم أيضا بالرجال ضد المحتل البرتغالي والإسباني.
وتعتبر فترة السعديين من أزهى فترات تاريخ تارودانت لما أولاها ملوك هذه الدولة من عناية واهتمام وبلغت أوج عظمتها واتساعها في عهد محمد الشيخ الذي حصنها بسور لم يزل يشهد بعظمته. كما جدد مسجدها الأعظم وشيد صومعته سنة 935هجرية، وشجع الناس على الاستقرار بها، فاتسعت أطرافها وحفلت مرافقها وأسواقها بالصناع والتجار وأرباب الحرف. كما ازدهر بها العلم والأدب وجاءها الطلبة للدراسة على يد جماعة من كبار العلماء.
وفي المجال الاقتصادي، اشتهرت المنطقة في تلك الفترة بزراعة قصب السكر الذي أولاه  أحمد المنصور عناية خاصة نظرا للإقبال المتزايد على هذه المادة من طرف الدول الأجنبية : أوروبية وأفريقية. فتم بناء المعامل بأحواز تارودانت لصناعة السكر وتصفيته وتبييضه. كما عمل على توسيع المساحة المخصصة لإنتاج القصب. ومازالت آثار هذه المعامل موجودة لحد الآن بتازمورت، إمزميز وأولاد مسعود.
غير أن تارودانت عرفت حالة من الاضطراب والفوضى بعد وفاة أحمد المنصور واختلاف أبنائه على الحكم من بعده بالإضافة إلى الصراع الذي دار بين هؤلاء و بعض الثائرين كأبي زكرياء الحاحي و أبي حسون السملالي المكنى”بودميعة” وقد نتج عن هذا الصراع أن ضيعت تارودانت مكانتها العلمية والاقتصادية التي اكتسبتها طيلة العصر السعدي إلى أن تمكن المولى الرشيد العلوي من توحيد البلاد ونشر الأمن والاستقرار بها. وقد مكث السعديون بالمنطقة حوالي ثلاثين سنة.
وخلال العهد العلوي المجيد، عرفت المدينة حياة استقرار واطمئنان مكنتها من المشاركة الفعالة في المجالين الاقتصادي والثقافي بالمغرب خاصة إبان عهد المولى إسماعيل الذي أدرك أهمية هذه المدينة، فعين على التوالي أربعة من أبنائه  عمالا عليها، آخرهم محمد العالم (أوائل القرن الحادي عشر الهجري).
وقد عرفت تارودانت أثناء إمارته بعثا ثقافيا و عمرانيا هاما بفضل تشجيعه المتواصل للعلم والعلماء والحرفيين ومهرة الصناع على الإقامة بها، الأمر الذي أهل تارودانت لتحتل درجة مرموقة في ميدان الثقافة والعمران.
ووعيا بهده الخصوصية، واحتراما لهذا التوجه الفكري والحضاري لتارودانت كمصدر إشعاع علمي وروحي، فقد عمل بقية الملوك العلويين على رعاية هذه المدينة وتنمية معاهد العلم والعرفان بها.
ففي سنة 1959 وضع المغفور له محمد الخامس الحجر الأساس لـمعهد التعليم الأصيل الذي يعتبر من أهم المعاهد العلمية بالمغرب.
ونظرا لهذا الدور الإشعاعي الذي قامت وما تزال تقوم به تارودانت، فقد عمد المغفور له الملك الحسن الثاني في إطار سياسة تقريب الإدارة من المواطنين إلى إعادة الاعتبار إليها كقاعدة متميزة لسوس، وذلك عندما أصدر أمره المطاع بجعل هده الحاضرة عاصمة لإقليم تارودانت، وذلك بمقتضى الظهير  الملكي رقم 2-81-854 المؤرخ في 2 صفر 1402 الموافق 18 دجنبر 1981. وأن من شأن هدا القرار، أن يحقق للمدينة وللإقليم تنمية شاملة في جميع المجالات وأن يعمل بالتالي على إيجاد فرص قادرة للدفع بتارودانت قدما إلى الأمام حتى تتمكن من مواصلة دورها الإشعاعي .

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

من تاريخ ورزازات

ouarzazatte




مهرجان إمغران للوز والجوز ورزازات

أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 24 شتنبر 2014 الساعة 06 : 01




مهرجان إمغران للوز والجوز الدورة الثانية


البلاغ الصحفي

amazegh kom
بعد النجاح الفائق الذي عرفته الدورة الاولى، تنظم مناطق امغران مهرجانها للوز والجوز في دورته الثانية ايام 9 و10 و11 و12 من شهر اكتوبر 2014، تحت شعار "التراث الثقافي والمعماري في خدمة التنمية"، بمشاركة ومساهمة جماعة توندوت وجماعة غسات، وعمالة إقليم ورزازات والمجلس الاقليمي لورزازات والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، والمكتب الاقليمي للسياحة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بورزازات، ومؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، وشركة تجهيز ورزازات، والغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة درعة، بالإضافة الى وزارة الثقافة، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وشركة اتصالات المغرب، والوكالة الوطنية للطاقة الشمسية، وتساهم كذلك شخصيات وجيهة من المنطقة .


تتميز الدورة الثانية باعتبار المهرجان ، ملتقى سنوي يدعم مكتسبات المنطقة الثقافية والتاريخية والعمرانية ، وتوظيفها لتحقيق تنمية عميقة وشاملة بمناطق إمغران، والمكونة من ثلاثة جماعات قروية ،ذات كثافة سكانية عالية : جماعة توندوت وجماعة إمي نولاون وجماعة غسات ، بالسفوح الجنوبية الشرقية لإقليم ورزازات.


تأتي الدورة الثانية بعد عيد الاضحى مباشرة ، وما تعنية هذه الايام بالجنوب الشرقي وبقبائل إمغران من حراك كبير لعودة ألاف الافراد والعائلات الى ذويها من مختلف مناطق المملكة ، حيث ينتظر أن تشارك أكثر من عشرة ألاف يوميا بين زوار المعرض ومشاهدي الامسيات والسهرات الفنية .


و ستعرف الدورة الثانية انطلاقة نوعية متميزة ، بامتدادها الزمني لأربعة أيام، تُستهل بكرنفال فني عن المنتوج الشعبي والثقافي والجيولوجي للإمغران ، تتخللها جلسات بعروض فكرية وأدبية لمقاربة تاريخ وحضارة المنطقة وإبراز معالمها الفنية وافقها السياحي و التنموي ، بالإضافة الى عشرات الاروقة للمنتوجات المحلية والإقليمية والوطنية ، من لوز وجوز وعسل وزعفران وتمور وحناء وورود، وأعشاب استهلاكية وطبية من الغطاء النباتي لإمغران.


وتتميز إمغران باحتوائها لرموز ثقافية وأركيولوجية غارقة في القدم ، كمتحف لبقايا دينصورات تعود لأزيد من 185 مليون سنة ، ومشاريع رائدة عالميا ، في الطاقة الشمسية المتجددة ، ذات بعد كوني ومستقبلي. بالإضافة الى عدد من المواقع التاريخية والطبيعية كالمغارات والنقوش والأشكال المعمارية الدالة على عمق الاستقرار البشري، وانخراط ساكنيها في خلق ترسب حضاري وثقافي بليغ ، تتعرض معالمه للنسيان والزوال.


بالإضافة الى البعد التنموي والمستقبلي فإن مهرجان إمغران يهدف الى إحياء الموروث الشعبي الثقافي والتاريخي للجنوب الشرقي ، وتجديد الاهتمام به وإعادته الى دائرة التداول والاستهلاك بتشجيع كل الفرق المحلية لفنون أحواش واحيدوس وما يوازيها من نظم الشعر الامازيغي ، والمساهمة في تأسيس فرق فتية وشابة من هذه الفنون لربط الماضي بالمستقبل.




أعراس ألْـنيــف






أعراس ألْـنيــف



أحمد زروقي

رغم التهميش و الإقصاء الذي يعاني منه إقليم تنغير عامة و النيف و المناطق المجاورة خاصة استطاع شريط تم عرضه على موقع يتوب و كذا على بعض المواقع الإخبارية الالكترونية المعروفة و الذي  يوثق لمناسبة الأعراس الجماعية في منطقة النيف " الشريط أستطاع" أن يقدم نبذة مختصرة ثقافية عن التقاليد و الأعراف الخاصة بمثل هذه المناسبات على مستوى المنطقة.



من منا لم يسمع بأعراس النيف على مستوى الجنوب الشرقي للمملكة ،  هذه الأعراس التي لقيت صدا واسعا على الصعيد المحلي و الجهوي و الوطني و حتى الدولي ( الجالية المغربية في الخارج )، مجهودات جبارة مبذولة من طرف أعضاء جمعية بوكافر وشخصيات أخرى من المنطقة ساهموا بوقتهم و خبراتهم على مر السنين حرصا منهم على الحفاظ على التراث و حمايته من الغزو الخارجي، زد على ذلك حمايته من الانقراض في عصر يعرف تحولات سريعة في مجالات مختلفة.

وأملا في إنجاح هذه التظاهرة المحلية واستمرارها و كذا جميع التظاهرات التي لها صلة بالمنطقة و بالتقاليد و الأعراف ، فرغم ضعف الإمكانيات و قلة الموارد ساهم الجميع في استمرار هذا الحفل لسنوات عدة حيث  لقي اعترافا بكونه الفريد من نوعه على المستوى الإقليمي .

وما يميز هذه الدورة من هذا العرس أنه مر في أجواء احتفالية متميزة ، كون النظام من الأساسيات و الأولويات في تنظيم التظاهرات و المحافل ، فقد جندت له مجموعة من شباب المنطقة (النيف) ، مهمتهم الوحيدة هي الحرص على النظام والأمن و التصدي لأي حدث قد يواجهنه مما تكلل بنتائج مشرفة اعترف بها الحضور و الزوار الذين أبهروا بهذا المستوى الحضاري في التنظيم ، و كون المنطقة تعاني شح المياه و قلة الموارد المائية تم أنشاء عين و ساقية مائية اصطناعية و لأول وهذا يدل على قدرة شباب المنطقة على الإبداع و العطاء في مختلف المجالات و ذلك استجابتا لتقليد لابد منه كونه ضروري حسب المعتقدات والأعراف ليتمتع كل من العريس و العروس بالخصوبة و العطاء و الأمان و استمرار الحياة الزوجية بالمودة والرحمة، و المبادرة التي لفتت انتباه الكثير هي لقطة توزيع الهدايا إلى العرسان هذه البادرة التي سوف تخلق صلة تعاون و تضامن بين سكان المنطقة ككل.


وختاما نتمنى أن يستمر هذا العرس و أن يكون مفتاحا لتظاهرات أخرى من شأنها أن تساهم في رفع غطاء التهميش و الإقصاء على المنطقة و رد الاعتبار لها.
كما ندعو الله العلي القدير أن يعين شباب المنطقة ليستمروا في إنحاج هذه التظاهرات، و أن يجعل حياة هؤلاء العرسان مليئة بالمحبة و المودة و السعادة و أن يرزقهم الصحة و العافية ، والذرية الصالحة، و أن يرزق الشباب اللذين لم يحظو بفرصة الزواج هذا العام زوجات صالحات، أنه سمع مجيب.


قصر ايت بن حدو ورزازات 3

قصر آيت بن حدو ..تحفةطينيةمغربيةصارتوجهةالسينماالعالمية ..؟؟









تحفة طينية مغربية صارت وجهة 4145441414.jpg







يعد قصر آيت بن حدو المغربي أحد القصور المحتفظة بخصائصها
المعمارية القيمة التي بنيت عليها، رغم عوامل التعرية القاسية التي مرت
عليها عبر الأزمان المختلفة.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet-10.jpg





يقع قصر او قصبة ايت بن حدو على بعد 30 كيلومترا من مدينة ورزازات، وهو عبارة عن قلعة من الرمل مبنية وسط حقل تملؤه اشجار اللوز.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet-11.jpg





ويشكل وجود هذا القصر وسط هذه الواحة المزهرة منظرا خلابا، خاصة في فصل الربيع مما جعله ديكورا مميزا لعدد من الافلام العالمية،





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(9).jpg





وكان لاهتمام السينمائيين والاثاريين والسياح بهذا المعلم
التاريخي ما جعله يستحق رعاية منظمة اليونسكو وضمه الى «قائمة التراث
العالمي» لليونسكو منذ عام 1987.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(1).jpg





تبلغ مساحة قصر ايت بن حدو الاجمالية حوالي 1300 متر مربع، وهو يطل على وادي اونيلا حيث يجري نهر صغير يعرف بالواد المالح.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(2).jpg





ولقد شيد القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي في قرية
ايت بن حدو ومنها اتخذ اسمه، ولكن بعض الاثاريين يؤكدون انه بني لأول مرة
في عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي،





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(8).jpg





الا انه تعرض للإهمال نتيجة لهجرة السكان المتواصلة من المنطقة حيث لم يتبق حاليا من اهل بالقرية سوى 800 شخص فقط.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(3).jpg





وأصبح القصر الأثري الرائع المتميز بالخصائص المعمارية
الفريدة كمدينة سكنية منغلقة على نفسها أنشئت قديماً للدفاع عن الأعداء من
الداخل والخارج حصناً حصيناً لسكانه ومزاراً للسائحين المتوافدين على
المغرب كل عام ليصل تعداد زيارة المكان نفسه إلى 140 ألف زيارة سنوياً.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(4).jpg





وكانت المنطقة قديماً مركزاً رئيسياً للتسوق عبر الجمال، في ظل تمسك كبير من الأسر القديمة حتى مطلع القرن الماضي بالمكوث فيها،





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet12.jpg





إلى أن قررت الأجيال تركها لتكون موقعاً أثرياً واتخذوا
مهناً أخرى غيرها ورحلوا عن المكان بالكامل، لا سيما تواجد ضئيل من بعض
العائلات على الجانب الآخر من النهر المطل عليها.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(5).jpg





ويحيط بالقصر أشجار النخيل والمباني الأخرى الأثرية
القصيرة، ومن جمال الطبيعة الخلابة، وروعة المبنى الطيني للقصر أصبحت "آيت"
ملاذاً مهماً للأفلام السينمائية العالمية، ليتجه المخرجون إلى هناك
مباشرة لاستغلال الموقع المهم في الأفلام الأثرية.





تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(6).jpg

وتم تصوير بالموقع المغربي الأثري هذه الأفلام: " لورنس
العرب، أنوار النهار الحية، السماء الآوية، المومياء، المسيح ابن الناصرة،
الأسكندر، المحارب.

تحفة طينية مغربية صارت وجهة aiet1-(7).jpg

ى قصر ايت بن حدو ورزازات 2


تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب


يعد قصر آيت بن حدو المغربي أحد القصور المحتفظة بخصائصها المعمارية القيمة التي بنيت عليها، رغم عوامل التعرية القاسية التي مرت عليها عبر الأزمان المختلفة ...

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب


تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

كما يعتبر قصر آيت بن حدو المغربي التحفة المعمارية الفنية المصنوعة من الطين التي مازالت تحتفظ بملامحها الى يومنا هذا مع كل تحديات عوامل التعرية ... فقد اثارت هذه المدينة المنغلقة على نفسها اعجام العالم لصمودها واستقرارها رغم انها من الطين وتميزت ايضا ببساطتها ...

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

اصبح القصر الاثري رائع بفضل مايطل حوله من مساحات خضراء ومناظر خلابة والفن المعماري المتقن الذي انشيء عليه ... وانشئت المدينة في السابق لتكون حصن يدافع عن الاعداء واحاط بها سور منيع هذا الذي جعل المدينة منغلقة على نفسها ... كانت المنطقة في السابق سوق تجاري رئيسي للتسوق بالجمال ...

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب


تعاالو نتعـــرف على قصــر آيت بن حــدو في المغـــرب

مع اطيـب تحيـــــــــة ...

جميع الحقوق محفوظة لمدونة amazigh kom 2013