قصة قتل الملك كسيلة للقائد العسكري عقبة بن نافع
الفتح الإسلامي و قصة قتل عقبة بن نافع على يد كسيلة :
هؤلاء هم قادة الفتح الإسلامي للشمال الإفريقي وهنا اتعرض لقصة قتل عقبة بن نافع على يد كسيلة والتي سادتها المغالطات و التاويلات العنصرية بقصد أو بدونه فغلب على مسار سرد الواقعة التاريخية مبدأ تغليب العرق على الصدق.
عقبة بن نافع قائد حملة الفتح الأولى: كان عمرو بن العاص هو القائد الذي فنح مصر سنة 20هجرية/642م، واستقر فيها واليا في عهد عمر بن الخطاب،إذ زاره وفد برقة الذين عرضوا إسلامهم، كذلك التخلص من الرومان والبيزنطيين، فحمل عمرو بن العاصي طلبهم الى عمر بن الخطاب الذي وافق على الطلب، فانتدب عمرو بن العاص بن خالته عقبة بن نافع لقيادة الجيش لتحرير برقة، حيث دخلها فاتحا سنة 21هجرية/643م،محررا المناطق الساحلية والواحات الداخلية
عبد الله بن سعد بن أبي سرح قائد حملة الفتح الثانية: يعد مرور عام من فتح برقة اغتيل عمر بن الخطاب،فخلفه عثمان بن عفان الخليفة الثالث،الذي عين قائدا جديدا هو عبد الله بن أبي سرح، حيث كان عليه مواجهة البيزنطيين الذين حشدوا قواتهم التي تقدر بمائة وعشرين ألف(120.000) جندي، واستطاع المسلمون أن يهزموهم في معركة سبيطلة، وقد مكن هذا النصر من رفع معنويات المسلمين،واعتناق الكثير من سكان افريقيا للإسلام حبا وطوعا،إلا أن القائد ابن أبي سرح فضل العودة الى مصر بعدما تغيب عنها خمسة عشر شهرا دون أن يعين واليا على البلاد .
معاوية بن حديج يقود الحملة الثالثة: بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، والنزاع الذي قام بين علي بن أبي طلب رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، استتب الأمر في الأخير لمعاوية بن أبي سفيان، الذي أرسل الجيوش لفتح شمال افريقيا، تعهد لهذه المهمة معاوية بن حديج سنة 46هجرية/666م حيث وفق في مهمته وحاصر سوسة (تونس) وجلولاء،لكنه بعد ذلك رجع الى مصر مرتكبا نفس خطأ ابن أبي سرح بعدم تعيين والي للبلاد ، الأمر الذي عرض البلاد للفوضى والاضطراب
.
عقبة بن نافع يعود ليقود الحملة الرابعة: وبعد أربع سنوات أي عام 50 هجرية|670 ميلادية حزم الخليفة رأيه وأعاد منصب القيادة العامة للقائد الكبير عقبة بن نافع، الذي دخل تونس، على جيش قوامه عشرة آلف جندي وبنى مدينة القيروان سنة 55 هجرية/ 674 ميلادية
دينار أبو المهاجر يقود الحملة الخامسة:في سنة55 هجرية عزل معاوية بن أبي سفيان عقبة بن نافع من الخلافة وعين مكانه دينار أبو المهاجر، الذي جهز حملة عسكرية قادها بنفسه وسار متوجها إلى جبال الأوراس معاقل الأمازيغ الأشداء، الذين عجزت بيزنطة ومن قبلها روما عن إخضاعهم، واكتفت بولائهم للإمبراطورية، واغترفت باستقلال منطقتهم، كان أمير المغاربة وقتئذ كسيلة الذي كان رئيس أوربة وكان يتمتع بنفوذ واسع، استطاع القائد دينار بن المهاجر أن يغلبه سنة 67هجرية، وهكذا انتهت انتهت مهمة أبو المهاجر لأن الفتح الإسلامي كان قد بلغ في عهد معاوية المغرب الأوسط( الجزائر)، أما المغرب الأقصى(المغرب) فإن فتحه لم يبدأ إلا في عهد يزيد بن معاوية السلطان الأموي الثاني .
عقبة بن نافع يقود الحملة السادسة: في سنة 61 هجرية680م أعاد يزيد بن معاوية عقبة بن نافع إلى مركز القيادة، وكما ذكرنا فإن القائد السابق استطاع كسب صداقة كسيلة، وجعله وقومه يعتنقون الإسلام، و واصل عقبة الفتوحات إلى أن وصل إلى سبتة ثم طنجة مارا بمرتفعات الأطلس وتافلالت، ثم اندفع نحو الغرب مخترقا قبائل صنهاجة ثم سوس ليجد نفسه مواجها للمحيط الأطلنطي :{ اللهم إني لم أخرج بطرا ولا أشرا وأنك تعلم أني أطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين.. وهو أن تعبد ولايشرك بك.. اللهم إن كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها في سبيلك}. وأثناء عودة عقبة بن نافع إشتبك مع كسيلة الامازيغي في معركة فجائية قرب وادي الأبيوض حيث سقط شهيدا سنة 65 هجرية 68
زهير بن قيس البلوي يقود الحملة السابعة ويقضي على كسيلة: سنة 67 هجرية/686م فيما كان المجاهدون يجم جهودهم ويحتشدون في برقة(ليبيا)،كان عبد الملك بن مروان مشغول البال بالحرب الدائرة بين الحجاج بن يوسف وعبد الله بن الزبير.
ورأى عبد الملك بأن لا يتهاون، وقرر بأن يثأر لعقبة بن نافع، حيث انتدب زهير بن قيس البلوي قائدا للحملة الجديدة على المغرب،فخاض معركة فاصلة انتهت بمصرع كسيلة سنة67هجرية/686وانهزام الأسطول البيزنطي واجلائهم عن السواحل الإسلامية،كما شهدت هذه المعركة استشهاد القائد زهير بن كسيلة
حسان بن النعمان يقود الحملة الثامنة: (72-85هجرية/691-704م
بعد ما استتب الأمر لدى عبد الملك بن مروان وإخماده للفتن، اختار حسان بن النعمان الغساني لقيادة جيش كبير لتكملة الفتح بالمغرب،إذ بلغ عدد الجيش أربعون ألف، فانقض على جبال الأوراس سنة 72 هجرية/695م، وبذلك أسلمت قبائل المغرب ،وقد نجح حسان بن النعمان في مهمته وذلك باتباع سياسة الملاينة مع الحزم بعد الحرب،كما أسس ترسانة لصناعة السفن سميت بدار الصناعة، كما عمل على نشر العقيدة الإسلامية وبناء المساجد،وظل حسان قائدا مخلصا على شمال افريقيا الى أن أعفي من منصبه سنة 85هجرية /704م
موسى بن نصير :85-95 هجرية/704-714م لم يجد موسى بن نصير صعوبة في إخضاع البربر، وذلك أن الحملات السابقة مهدت له الطريق،ومع ذلك فقد تمكن موسى بن نصير من استمالة يليان الغماري وولى على طنجة طارق بن زياد واستطاع موسى بن نصير أن يبلغ بجيوشه الى ناحية درعة جنوب المغرب،بعدها فكرفي فتح الأندلس بإيعاز من الكونت يوليان الذي كانت له عداوة شخصية بينه وبين لذريق، وقد تمكن موسى بن نصير من الزحف نحو الأندلس سنة92هجرية711م بقيادة طارق بن زياد.
هنا نصل الى الحدث بعد أن سردنا التسلسل التاريخي للفتح الإسلامي لشمال إفريقيا ، لقد كانت الفتوحات في بدايتها تتسم بنوع من الحذر وهيمنت عليها الحملات الاستطلاعية لقلة المعلومات المتوفرة عن المنطقة من جهة، وكذلك لعدم وجود قيادات عسكرية لامعة في قيادة هذه الحملات؛ كما كان للأزمة الهيكلية والسياسية )الفتنة الكبرى( في قلب الدولة تزداد تعاظما وعمقا لهذا فإن الفتوحات لم تتجاوز في أحسن حملاتها المنطقة الشرقية لإفريقيا، كما كان لردود الفعل المحلية دورها في إضعاف هذه الديناميكية المتراخية ومما زاد من ذلك بقايا التواجد الروماني في المنطقة خاصة في المواقع الاستراتجية
ولكن بعد قيام الدولة الأموية أخذت الأمور منحى الجدية والصرامة في تنفيذ هذا المشروع الذي جندت له كل الإمكانيات المادية والعسكرية اللازمة ووضع لإنجاحه أفضل القيادات العسكرية في الدولة ولكن إلى غاية 62 هـ 681 م لم تتحدث المصادر التاريخية عن ردود فعل محلية عنيفة إعاقة تقدم الفتوحات إلا تلك الصدامات مع الرومان في بعض المواقع العسكرية وبعد هذا التاريخ ستوضع حركة الفتوحات على محك الامتحان الحقيقي وستعرف صعوبات كبيرة وخطيرة ستكلف الكثير من التكاليف الباهظة والمسؤول عن خلق هذه الصعوبات هي القيادات في لعبة التيارات المتنافسة داخل القصر الأموي وهيمنة قوانين توازن القوى بينها خاصة بين اليمنية والمصرية المتصارعة على النفوذ والهيمنة على الحكم، خاصة بعدما أصبحت إفريقيا مصدرا للغنائم والأرباح الطائلة وهو ما أدى إلى نشوء وسيطرة التنافس والصراعات بين هؤلاء القادة، حتى أصبح بقاء أحدهم أو عزله مرهون بميزان القوى في العاصمة الأموية وهو ما أدى إلى التأثير على آليات الفتوحات عندما أصبح كل قائد يأتي، يقوم بتغير كل إنجازات سلفه ويعمل سلفه على بذل الجهود الكبيرة من أجل السعي للإطاحة بخلفه والعودة إلى منصبه، ولم يبق هذا المنطق محصورا في الإنجازات المادية كبناء وتهديم المواقع والمدن بل تجاوزه إلى المعاملة العامة للسكان وهو ما أثر كثيرا على مشاعرهم وشعورهم اتجاه الفتوحات.
تمت الإطاحة بعقبة بن نافع وعزله من منصبه بتأثير من والي مصر مسلمة بن مخلد صاحب النفوذ القوي في البلاط الأموي، وتعيين أبي مهاجر دينار وهو من الموالي في منصب عقبة بن نافع الذي بذل جهودا جبارة واتصالات مكثفة في البلاط الأموي حتى تحصل على وعد بالعودة إلى منصبه الذي لم يستعده إلا بعد تغير ميزان القوى في قمة هرم السلطة الأموية، وعند عودته إلى منصبه قدم إلى إفريقيا وفي ذهنه -وهو ما باشر العمل في تنفيذه- تصفية الحسابات القديمة مع خلفه السابق أبي المهاجر دينار، وسرعان ما قرر عقبة بن نافع إلغاء كل ما حققه أبو المهاجر الذي وضعه في الأسر وبالغ في إهانته والتحقير من شأنه أمام جنوده ولم يكتف بهذا بل عمد إلى أسر الأمير البربري صاحب السمعة والنفوذ الكبير في أوساط البربر فأسر كسيلة وعمل على المبالغة في إهانته والإساءات إليه دون مبرر ولم تجد توسلات أبي المهاجر لصالح الأمير كسيلة عند عقبة بن نافع أي صدى وربما كانت هي التي زادت من إهانة الأمير كسيلة وحرض قومه على الانتقام له، واستعدادهم لتخليصه من الأسر والاستجابة لأوامره وقيادته. وإخلاص قومه قد يكون وراء تخليصه وفراره من الأسر وسرعة التحاقهم به في جيش كبير استطاع أن ينتقم من عقبة والانتصار لشرفه وكرامته في معركة تهوذة 63 هـ؛
وبعدها بسط سيطرته على كامل المنطقة حتى سنة 69 هـ وليس هناك دليل تاريخي محترم على سلوكات قام بها كسيلة ضد الدين الإسلامي سواء بالإلغاء أم التغيير بل كانت حربه من أجل كرامته وشرفه حتى قتل سنة 69 هـ. وقتله أيضا كان مدعاة لثورة كبيرة أخرى انتقاما لقتله. واستجاب البربر لهذا النداء الذي أطلقته الكاهنة انتقاما للشرف والكرامة البربرية، واستطاعت هذه الثورة بقيادة الكاهنة أن تبسط سيطرتها على كامل المنطقة حتى سنة 82 هـ؛ وكذلك فإن ثورة الكاهنة كانت من أجل الشرف والكرامة وليست ثورة ضد الدين ولم تعمل على إلغاء ومحاربة الدين الإسلامي ولم تسع إلى تبديله بديانة أخرى وقد تعرضت الكاهنة وكسيلة إلى حروب إيديولوجية أخرى كانت أشد من الأولى فالعسكرية قادها سادة التاريخ المؤرخون الذين عملوا بكل جهودهم على تشويه وتحطيم الرؤية التاريخية لها، وأيضا فقد تعرض قائد آخر للتصفية بين اليمنية والمصرية خاصة عندما أصبحت الغنائم تفد على العاصمة دمشق، فأصبحت الشخصيات النافذة في البلاط الأموي تفرض وتمارس ضغوطات كبيرة على القادة الفاتحين والتحكم في المناصب، فأصبح القادة يعملون على إرضاء هذه الشخصيات النافذة في السلطة عن طريق جلب المزيد من الغنائم المتنوعة للحصول على رضاهم وضمان البقاء في المنصب وهذه السياسة كانت متبعة حتى في زمن والي مصر الأول عمرو بن العاص الذي فرض على القبائل الشرقية لإفريقيا بيع أطفالهم من أجل دفع الجزية والأتاوات التي كان يفرضها عليهم، وازدادت وتيرة هذه الغنائم بعد ذلك خاصة في زمن طارق بن زياد وموسى بن نصير الذي بلغ في الإمكانيات والغنائم التي أبهر بها قادة البلاط الأموي وجعلهم يتسابقون للحصول على هذه الغنائم المتجهة إلى العاصمة الأموية، وكوّن ثروة كبيرة له ولعائلته؛ ولكن يظهر أن بعض الأطراف لم تنل من هذه الغنائم مما أدى بها إلى جعل هذا القائد محل انتقاد شديد حتى إذا تغيرت موازين القوى وضع هذا القائد وعائلته هدفا للسيوف وثروته للمصادرة وأصبحت هذه العائلة مطاردة في كل الأماكن واشتدت عليهم الحملة التي لم ترحمهم حتى كادت تقضي عليهم وتبيدهم عن آخرهم، وهكذا كانت مرحلة الفتح صراعا كبيرا بين الأنا المحلي والآخر الوافد، وكذلك بين التيارات النافذة في البلاد الأموية
المراجع
إبراهيم حركات ثورة كسيلة والكاهنة
سليمان بن يوسف- الأوراس قلعة الثورات
ثورة أبي يزيد الخارجي ? ولفرد مالدونغ
لكم الحكم
ولنا عودة
ؤسيغ ئس غادس دد ؤغيغ تن ديدد
روميتون طاروا ئن تمورا ئنس
طاروا ن تمورا نّس
نقلا عن موقع تاوالت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق